[center][size=21][color:6d0e=DarkGreen]
[color:6d0e=DarkOrchid]" أجود الناس " هكذا عبّر ابن عبّاس رضي الله
عنه عن شخصيّة النبي – صلى الله عليه وسلم - ، لتكون كلماته تلك شاهدةً
على مدى كرمه – عليه الصلاة والسلام - وجوده ، ولا عجب في ذلك ، فقد كانت
تلك الخصلة خُلقاً أصيلاً جُبِل عليه ، ثم ازداد رسوخاً من خلال البيئة
العربية التي نشأ فيها وتربّى في أحضانها ، والشهيرة بألوان الجود والعطاء
.[/color][/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
وتبيّن لنا أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها تحلّيه –صلى الله عليه وسلم -
بهذه الخصلة قبل بعثته بقولها الشهير : " إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكلّ ،
وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف "، وكلها صفات تحمل في طيّاتها معاني الكرم
والجود .[/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
[color:6d0e=Magenta]وعندما نستنطق ذاكرة الأيام ستحكي لنا عن جوانب
العظمة في كرم النبي – صلى الله عليه وسلم - ، يستوي في ذلك عنده حالة
الفقر والغنى ، وهذا البذل والعطاء كان يتضاعف في مواسم الخير والأزمنة
الفاضلة كشهر رمضان ، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : " كان
النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ...
فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة " متفق
عليه .[/color][/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
[color:6d0e=RoyalBlue] ولقد نال النبي – صلى الله عليه وسلم – أعظم
المنازل وأشرفها في صفوف أهل الكرم والجود ؛ فلم يكن يردّ سائلاً أو
محتاجاً ، وكان يُعطي بسخاءٍ قلّ أن يُوجد مثله ، وقد عبّر أحد الأعراب عن
ذلك حينما ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فرأى قطيعاً من الأغنام
ملأت وادياً بأكمله ، فطمع في كرم النبي – صلى الله عليه وسلم – فسأله أن
يعطيه كلّ ما في الوادي ، فأعطاه إياه ، فعاد الرجل مستبشراً إلى قومه ،
وقال : " يا قوم ! أسلموا ؛ فوالله إن محمدا ليعطي عطاء من لا يخاف الفقر
" رواه مسلم .[/color][/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
[color:6d0e=DarkRed]وكان لمثل هذه المواقف أثرٌ بالغٌ في نفوس الأعراب
، الذين كانوا يأتون إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – قاصدين بادئ الأمر
العودة بالشاة والبعير ، والدينار والدرهم ، فسرعان ما تنشرح صدورهم لقبول
الإسلام والتمسّك به ، ولذلك يقول أنس رضي الله عنه معلّقاً على الموقف
السابق : " إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا ، فما يسلم حتى يكون
الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها " .[/color][/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
[color:6d0e=DarkOrchid]وكثيراً ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم –
يمنح العطايا يتألّف بها قلوب المسلمين الجدد ، ففي غزوة حنين أعطى كلاًّ
من عيينة بن حصن والأقرع بن حابس والعباس بن مرداس وأبي سفيان بن حرب
وصفوان بن أمية رضي الله عنهم عدداً كبيراً من الإبل ، وعند عودته – عليه
الصلاة والسلام – من تلك الغزوة تبعه بعض الأعراب يسألونه ، فقال لهم : (
أتخشون عليّ البخل ؟ فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نَعَماً – أي :
أنعام - لقسمته بينكم ، ثم لا لا تجدوني بخيلاً ولا جباناً ولا كذوباً )
رواه أحمد .[/color][/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
ومن المواقف الدالة على كرمه – صلى الله عليه وسلم – حديث أنس بن مالك رضي
الله عنه : " أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمال من البحرين ، فقال :
( انثروه في المسجد ) ، وكان أكثر مال أتي به رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة ولم يلتفت
إليه ، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه ، فما كان يرى أحدا إلا أعطاه ، وما
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثمّ منها درهم " رواه البخاري .[/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
[color:6d0e=Magenta]وعنه رضي الله عنه قال : " كنت أمشي مع النبي - صلى
الله عليه وسلم - وعليه بُرد –أي: رداء - نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه
أعرابي فجذبه جذبه شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي - صلى الله عليه
وسلم - قد أثّرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال له : مُر لي من
مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه فضحك ، ثم أمر له بعطاء " متفق عليه .[/color][/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
[color:6d0e=RoyalBlue]وربما أحسّ النبي – صلى الله عليه وسلم – بحاجة
أحدٍ من أصحابه وعرف ذلك في وجهه ، فيوصل إليه العطاء بطريقة لا تجرح
مشاعره ، ولا تُوقعه في الإحراج ، كما فعل مع جابر بن عبدالله رضي الله
عنه حينما كانا عائدين من أحد الأسفار ، وقد علم النبي – صلى الله عليه
وسلم – بزواج جابر رضي الله عنه ، فعرض عليه أن يشتري منه بعيره بأربعة
دنانير ، ولما قدم المدينة أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بلالا أن
يعيد الدنانير إلى جابر ويزيده ، وأن يردّ عليه بعيره ، متفق عليه .[/color][/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
ومرةً رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – في وجه أبي هريرة رضي الله عنه
الجوع ، فتبسّم ودعاه إلى إناء فيه لبن ، ثم أمره أن يشرب منه ، فشرب حتى
ارتوى ، وظلّ النبي – صلى الله عليه وسلم – يعيد له الإناء حتى قال أبو
هريرة رضي الله عنه : " والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا " رواه البخاري .[/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
[color:6d0e=Sienna]وقد ألقت سحائب جود النبي – صلى الله عليه وسلم –
بظلالها على كلّ من حوله ، حتى شملت أعداءه ، فحينما مات رأس المنافقين
عبدالله بن أبيّ بن سلول ، جاء ولده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقال : " يا رسول الله أعطني قميصك أكفّنه فيه ، وصلّ عليه واستغفر له " ،
فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه ، رواه البخاري .[/color][/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
وعلى مثل هذا الخلق النبيل كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يربّي أصحابه
، فقد قال لأحد أصحابه يوما : ( أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا ) رواه
أبو يعلى في مسنده .[/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
[color:6d0e=Red]وهكذا كان سخاؤه – صلى الله عليه وسلم – برهانا على شرفه ، وعلو مكانته ، وأصالة معدنه ، وطهارة نفسه ، وصدق الشاعر إذ يقول : [/color][/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen][color:6d0e=Red]
هو البحر من أي النواحي أتيته .... فلجته المعروف والجود ساحله [/color][/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen][color:6d0e=Red]
تـراه إذا ما جئتـه متهـللاً ..... كأنك تعطيه الذي أنت سائله [/color][/color][/size]
[size=21][color:6d0e=DarkGreen]
==============================[/color][/size][/center]